بعد مرور ما يقارب 4 قرون على الزلزال الذي ضرب مدينة فاس يوم 11 ماي 1624، والذي كان من أسوء و أعنف الزلازل في تاريخ المغرب،تعرضت البلاد مساء الجمعة 9 سبتمبر 2023 لهزة أرضية قوية مماثلة.
زلزال إقليم الحوز 2023
في الساعة 11:11 مساء بتوقيت المغرب، وقع الزلزال بقوة 6.8 درجة على مقياس "رختر" الشهير و الذي كان على بعد حوالي 70 كيلومترا جنوب غرب مراكش و تحديدا بإقليم الحوز، وشعر بالزلزال مناطق عديدة من شمال وشمال شرق المغرب، وفي أجزاء من الجزائر وإسبانيا والبرتغال ، و من أكثر المناطق او المدن المتضررة مدينة مراكش و أزيلال و شيشاوا و تارودانت و أكادير ، و القرى و المدن الصغيرة المجاورة لهذه المدن ، و وصل صدى هذا الزلزال لعدت مدن أخرى كالعاصمة الرباط و سلا و آسفي واليوسوفية و الدار البيضاء.
إن هزة أرضية بقوة 6.8 درجات على مقياس "رختر" تعد من الزلازل القوية، و التي قادرة على التسبب في أضرار و خسائر بشرية و مادية جسيمة و كبيرة ، فعلى بعد حوالي 140 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من منطقة زلزال 1961 بأكادير و الذي كان بقوة 5.8 درجات على مقياس "رختر" و الذي أدى إلى وفايات تفوق 13 ألفا شخص.
كانت هناك الكثير من المساعدات في زلزال إقليم الحوز من طرف الشعب و الحكومة المغربية و أيضا من طرف دول أخرى مثل إسبانيا ، و قرر صاحب الجلالة الملك محمد السادس أن يكون هناك حداد لمدة 3 أيام و أيضا تنكيس الأعلام.
مقارنة بزلزال 1961 بأكادير
إن زلزال 1961 بأكاديرالذي كان بقوة 5.8 درجات كانت قوته أقل بمقدار 10 مرات تقريبا من زلزال إقليم الحوز الأخير و الذي كانت قوته 6.8 والذي حدث مساء الجمعة ، ومع ذلك فإن خسائر زلزال 1961 كانت أكثر بكثير من الهزة الأرضية الأخيرة ، و ذلك يرجع إلى المباني التي شيدت بالطين المضغوط والرمل والحصى المدكوك لتشكيل الجدران والهياكل، وقد انهارت هذه المباني بالكامل، لأن البناء كان ضعيف و غير قوي و كان هو المساهم الأكبر في ارتفاع الخسائة بالشكل الكبير في الزلزال ، بالإضافة أن بؤرة هذه الهزة كانت وصط مدينة أكادير ، بينما بؤرة زلزال 2023 كانت بعيدة عن المدن و بالتحديد في جبال الأطلس.
.jpg)
أدى زلزال 1961 بأكادي إلى تغييرات في قواعد البناء في المغرب ، لكن العديد من المباني خاصة المنازل الريفية لم تراع تلك القواعد، و لذلك توفي أغلبية سكان القرى في المناطق المتضررة في زلزال إقليم الحوز.
و أيضا لم يكن من المتوقع تماما حدوث زلالزل بإقليم الحوز لأن أغلبية الزلازل التي حدثت في المغرب كانت في مناطق ساحلية ، كزلزال أكادير سنة 1961 ، و زلزال الحسيمة سنة 2004.
اكتب تعليقا اذا كان هناك تساؤل عن الموضوع.